ar.beincrypto.com
لم يمرّ يوم 15 أبريل 2025 بهدوء على الوزيرة البريطانية لوسي باول، المسؤولة عن العلاقات مع مجلس العموم، إذ وجد متابعوها البالغ عددهم نحو 70 ألفاً أنفسهم أمام منشورات تروّج لعملة مشفرة وهمية تُدعى «House of Commons Coin» أو $HCC.
تمت قرصنة الحساب الرسمي الموثّق للوزيرة ونُشرت من خلاله رسائل احتيالية، في مشهد بات متكرراً داخل فضاء العملات الرقمية.
شعار البرلمان البريطاني في خدمة المحتالين
في سلسلة منشورات مزيفة، ظهرت عملة $HCC كأنها مبادرة رسمية من البرلمان البريطاني، ترافقها وعود براقة عن "تمكين الشعب" و"شفافية غير مسبوقة" و"ثقة مستوحاة من المؤسسات". واستُخدم شعار مجلس العموم لإضفاء الشرعية على المشروع الوهمي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزيرة وقوع الاختراق، مشيراً إلى اتخاذ خطوات فورية لاستعادة الحساب وحذف المنشورات الاحتيالية. رغم أن العائد المادي للمهاجمين كان متواضعًا – إذ تشير التقديرات إلى أرباح بلغت نحو 260 دولارًا فقط – فإن أثر الهجوم الإعلامي جعل حجم التداول يقفز من 7 آلاف إلى 55 ألف دولار في ساعات معدودة، حسب تحليل لوك نولان من CoinShares.
وفي ظل عدم وجود معلومات موثوقة عن مطوري العملة أو مشروع فعلي خلفها، فإن هذا وحده كان كافياً لدق ناقوس الخطر، ما يذكّر الجميع بقاعدة ذهبية في الاستثمار: لا تشتري ما لا تفهم، خاصة في سوق العملات المشفرة.
👈 اقرأ المزيد: وحده "DYOR" يمكن أن يكون مساعدك المالي في عالم العملات المشفرة..كيف؟
نمط احتيالي آخذ في الانتشار
هذا الهجوم لا يمثل حالة معزولة، بل يدخل ضمن نمط معروف في عالم الاحتيال الرقمي يُعرف باسم "Pump and Dump". في هذا السيناريو، يروّج القراصنة لعملة مشفرة لرفع سعرها عبر الزخم الإعلامي الكاذب، ثم يبيعون ممتلكاتهم عند الذروة، تاركين المستثمرين الآخرين عالقين في قاع السوق.
وفي مارس الماضي، تعرّض حساب الرئيس الغاني السابق، جون ماهاما، للاختراق لأكثر من 48 ساعة بهدف الترويج لمشروع زائف تحت اسم "Solana Africa". مثل هذه الوقائع تعزّز ممارسات الاحتيال، خصوصاً حين تختلط بوقائع حقيقية، كالدعم الطوعي الذي يقدّمه بعض الساسة لعملات مشفّرة، كما فعل دونالد ترامب وخافيير ميلي.
كيف تحمي نفسك من هذا النوع من الهجمات؟
بحسب هيئة Action Fraud البريطانية، تم تسجيل أكثر من 35 ألف حالة اختراق لحسابات بريد إلكتروني أو شبكات تواصل في عام 2024 وحده. وتوصي الهيئة باستخدام التحقق الثنائي (2FA)، وكلمات مرور مكوّنة من ثلاث كلمات عشوائية على الأقل.
المشكلة لا تكمن في العملات المشفرة بحد ذاتها، بل في الثغرات الأمنية والإفراط في الثقة. لذلك، يبقى الحذر الرقمي هو السلاح الأول لكل مستخدم، سواء كان مسؤولًا حكوميًا أو مستثمرًا صغيرًا.